أكّد على مشاركة الجمعيات الفاعلة عادل بلقاسم

محاربة بــــؤر تدهـور الإقليـم بإشراك جمعيـــــات الأحيــــــاء

المدية: ع ــ علياني

أكّد الباحث عادل بلقاسم بأنّه وبقصد إنجاح أي حملة ذات منفعة عامة تختص بالنظافة، يجب التركيز على إشراك المؤسسات التربوية والجمعيات الفاعلة وبالأخص جمعيات الأحياء ولا سيما تلك التي تحوي أكبر عدد من الساكنة أي التجمعات السكانية ذات الكثافة، إلى جانب تشخيص مشكلة النظافة بدءا بالإجابة عن سؤال مهم وجوهري وهو لماذا مدننا صارت غير نظيفة في أغلب الأحيان؟ باعتبار أن هذه الظاهرة صارت تميز أغلب مدن الولاية أو الدوائر الكبرى مثل  مدينة المدية بصفتها عاصمة للولاية وبخاصة في الشوارع الضيقة والآهلة، فضلا على البرواقية وقصر البخاري، موضحا بأن مرد ذلك يعود إلى أسباب واقعية يشكل المواطن أهم حلقة وصل فيها بين الجماعات المحلية إلى آخر موظف مسؤول على النظافة في البلدية.
اقترح بلقاسم في هذا الصدد، خارطة طريق مرافقة للمجهودات  المبذولة من طرف السلطات المحلية لأجل الإهتمام أكثر بالمحيط وبعث القيم الإيجابية الواجب سلكها نحو البيئة ومحاربة بؤر تدهور الإقليم، رافعا في بداية رأيه شعار «أريد مدينتي نظيفة وجميلة في إطار التنشئة البريئة»، داعيا إلى وجوب أن تتّسم الأعمال بالمداومة والإستمرارية بمشاركة مختلف فعاليات المجتمع المدني، موضحا بأن أهم نقطة حسبه تستدعى منا جميعا إعادة النظر وهي مكان رمي القمامة، وكيف يجب أن يكون ذلك؟ منبّها بأنه حان الوقت لإعادة النظر في الكيفية التي تكون عليها وتوزيعه وفق التجمعات السكنية من خلال أفكار تقنية وعملية تبنى على دراسات ديموغرافية.
وحثّ الأكاديمي المهتمين وأولي الأمر بمثل هذه المسائل للعمل برزانة  وحكمة في معالجة مثل هذه المواضيع الحسّاسة التي تهم المواطن في صحته اليومية، إذ حسبه ولأجل مدينة آمنة ونظيفة وجميلة يجب أن يصنع الوعي لدى كافة المواطنين بالتحسيس والعمل التوعوي الدائم بقصد الوصول إلى نظافة المحيط الذي وصل وفقه إلى درجات لا تطاق في بعض المناسبات وعلى رأسها عيد الأضحى، داعيا في هذا الصدد إلى وجوب الإنتباه إلى شيء مهم متمثل في طبيعة المفرغات التي تتوزع عبر شوارع المدن، والتي تعرف تسييرا عشوائيا في مجال تعيين الأماكن المخصصة للقمامات أي المفرغة في الحي، خصوصا وأن هناك من يستغل الفرصة ليلا لفرزها من الفقراء وغيرهم، وبالتالي تصعب مهمّة عمال النظافة من خلال تبعثر الزبالة، وكذا الكيفية أو الطريقة التي يتم تحديد بها شكل القمامة عبر مادة البلاستيك، إذ يرى بأن هذا الشكل من الحاويات يعد غير مناسب في كل الحالات، ويجب أن تدرس عملية بناء المفرغة ويا حبّذا لو كانت مربوطة بشبكة الصرف الصحي لامتصاص السوائل التي تفرزها القمامة يوميا، فضلا على تفادي الروائح الكريهة وتسهيل عملية تطهيرها، كما أنه لإنجاح العملية أو الحملة يجب ايصال الرسالة المرجوة إلى كل مواطن عبر كل الوسائل المتوفرة والمتاحة، بحيث يجب عليه أن يعرف بأن هذا العمل يجب أن يتسم بالديمومة ،إلى جانب حتمية أن تتواصل مثل هذه العمليات تحت إشراف السلطات ومساهمتها في الميدان لتقريبها من المواطن لتسهيل عملية تنظيف المحيط وتنظيم الأحياء عبر هذه المساهمة في إطار الحركة الجمعوية بما يسمح من خلق نوع من الضمير الجماعي لدى الفرد وتثمين الجهد الجماعي.
اختتم باحثنا أبعاد خارطة طريقة بالقول: «نتمنى من مديرية التربية أن تساهم بقوة في مثل هذه الحملات من خلال مؤطريها للحفاظ على اخضرار المساحات الخضراء وتشجيع مبادرات التشجير في إطار جماعي، علاوة على وجوب أن ترفع كل أسرة شعارا معا من أجل مدينة نظيفة وآمنة بتوفير الوسائل المادية، لكون أن ذلك هو أكبر مشكل تعانيه السلطات المحلية، مع وجوب توفير ترسانة من الشاحنات لنقل القمامة، خاصة وأن الكثير من البلديات عرفت نموا حضريا معتبرا في الآونة الأخيرة نتيجة السياسات السكنية المطبقة من طرف الدولة»، مثمّنا ما تقوم به السلطات المحلية من مبادرات نحو البيئة والمحيط لأجل راحة المواطن.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024